الخميس، 15 مايو 2014

باتي سميث وآلن غينسبرغ: اللقاء الأول - ترجمة علي البدري

كنت في جوع دائم. جسدي يهضم ما أتناوله بسرعة. على عكس روبيرت الذي كان يستطيع الصمود طويلاً والعمل دون طعام. أنا كنت أشعر بأنني سأسقط في حالة إغماء دون تغذية. كنا لا نأكل إلا بعد حصولنا على المال. في ظهيرة يوم ممطر، أردت بشدة الحصول على واحدة من شطائر الجبن والخس، رحت أفتش بين الملابس وعثرت بالضبط على خمسة وخمسون سنتاً، موزعة بين جيب سترتي الرمادية وقعبة من طراز ماياكوفسكي. أخذتهم وتوجهت بسرعة نحو جهاز البيع الآلي.
أدخلت القطع المعدنية في فتحة النقود، لكن الآلة ترفض فتح نافذة الطعام. حاولت مرة أخرى ولكن دون جدوى، وعرفت ان الحظ لم يحالفني بعدما لاحظت ان سعر الشطيرة إرتفع إلى ستة وخمسون سنتاً. سمعت صوتاً يقطع خيبة أملي "هل أستطيع مساعدتك؟" أدرت وجهي نحو الصوت وكان آلن غينسبرغ. لم نلتقي مسبقاً، لكنني كنت أعرف ملامح ذلك الشخص الذي يعتبر واحداً من أهم الشعراء الأمريكيين، "نعم" هززت رأسي موافقة وأنا أحدق بتموجات لحيته الداكنة. قام آلن غينسبرغ بوضع قطعة نقدية إضافية في فم الآلة، وقام أيضاً بشراء القهوة. مشيت خلفه بصمت الى الطاولة ومن ثم قام بالتعريف عن نفسه. كان يتكلم عن والت ويتمان، فقاطعته قائلة بأنني ترعرعت قرب كامدين، ذلك المكان الذي دفن فيه والت ويتمان، فأقترب نحو وجهي وقال:
"هل أنت فتاة؟"
"نعم" وأضفت " هل هذه مشكلة؟"
قال ضاحكاً "أنا أعتذر، لكنني ساعدتك لأنني إعتقدت بأنك صبي وسيم"
أردت أن أستمر في مداعبته وقلت " هل هذا يعني إنني يجب أن أعيد لك الشطيرة؟"
"لا إستمعتي بها، فقد كانت غلطتي"

قال بأنه كان يكتب مرثية لجاك كيرواك الذي توفي منذ فترة بسيطة، 
"ثلاثة أيام قبل عيد ميلاد آرثر رامبو" قلت.
تصافحنا قبل أن نفترق.

 بعد فترة أصبح آلن غينسبرغ صديقي ومعلمي. كنا نتذكر لقاءنا الأول دائماً، وكان يسألني:

"كيف تصفين ذلك اللقاء؟"
وكنت أجيب:
"سأقول، بأنك أطعمتني عندما كنت جائعة"